إذا تتبع الإنسان المشاكل الخطيرة والتافهة التي تـدور في محيط
الأسـرة أو المجتمع لرأى مصـدرها في كثير من الأحيان الكلام الذي
يصـدر عـن الإنسان بدون روية ولا تفكير فيقع عـند الغـير موقع
الاستهجان والكره لصاحبه .. وكثيرا ما يولد منازعات كان الإنسان
في غـنى عـنها .
الكلام الحسـن مصـدر عـظيم للنجاح وللحصـول عـلى مجتمع راق
لهـذا عـنى بـه المصلحون .. أرشـدوا كيف تكون مخاطبة الإنسان
مع الغـير ومراعاة اللهجة اللينة .. فاختيار الكلام الحسن مع مراعاة
اللهجة التي يصدر معها الكلام هـو الذي يجعـل الإنسان محبـوبا في
بيئته وسـببا للترقي في مجال عـمله وللحصول عـلى أصـدقـاء
كثيرين يقـدمون له كثيرا من المعـونة في مجال هـذه الحياة ..
القـرآن الكريم لم يغـفـل هـذه الناحية من العـلاج فأرشـد المؤمنين بأن يختاروا الكلام الحسـن .. قال الله تعالى :ـــ
[][ وَقُلْ لِعِـبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَـدُوّاً مُبِيناً ][]
يأمـر الله تعالى المؤمنين في هـذه الآية الكريمة بأن يقـولـوا
في مخاطباتهم ومحاوراتهم الكلام الحسن .. فإن لم يفعـلوا ذلك
واختاروا غـير ذلك من الكلمات فإن الشيطان يفـسـد بينهم فيقع
الشـر والمخاصمـة .
وكذلك هـناك إرشاد للمؤمنين كيف أن المعاملة والقـول الحسـن
من الضـروريات لتأليف القـلوب ..
هـذا هـو الأدب القـرآني في معاشـرة الناس ولاقـرار المودة
فيما بينهم وهـو فيما نـرى لا غـنى عـنه لكل جماعة تبتغـي
السلام والسعـادة في هـذه الحياة الزائلـة