عمر بن الخطاب رضي الله عنه 1/
مولده ونسبه ونشأته :
هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي القرشي يجتمع نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي فهو قرشي من بني عدي. ولد بعد عام الفيل بثلاثة عشر سنة كان صهر رسول الله أبا حفصة أم المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-نشأتة:
نشأ في كنف والده, وورث عنه طباعه الصارمة التي لا تعرف الوهن, والحزم الذي لا يدانيه التردد. وكان من أشراف قريش وأعيانها, وإليه كانت السفارة في الجاهلية , فكانت قريش إذا وقعت الحرب بينهم أو بينهم وبين غيرهم بعثوه سفيراً _ أي رسولاً _ وإذا فاخرهم مفاخر أو نافرهم منافر رضوا به وبعثوه مفاخراً ومنافراً (والمنافرة من تنافر الرجلان: إذا تفاخرا ثم حكمّا بينهما واحداً والمنافره المفاخرة والمحاكمة).
ذلكم هو عمر بن الخطاب في الجاهلية :رجل قوى البنيان, رابط الجأش, ثابت الجنان, صارم حازم, لا يعرف التردد والذبذبة. ينأى عن المراوغة والخداع. لا تنتابه أهواء متنازعة, ولا آراء مشتتة, ولكنه إذا تحرك تحركت قدراته, واحتشدت في شخصية واحدة متكاملة متسقة, فحيثما وجد عمر وجدت شخصيته الفذة وإرادته ومنهجه, في دقةٍ واتساق.
أما عمر في الإسلام فهو العدل الفاروق الصحابي الجليل و أحد السابقين الأولين و أحد العشرة المبشرين بالجنة و ثاني الخلفاء الراشدين.
- عمر بن الخطاب العادل إن ذكر العادلون. من سهر لينام الناس. وجاع ليشبع الناس. من لا تأخذه في الله لومه لائم. هو قائل الحق ولو كان مراً .
- عمر بن الخطاب الذي لا زال اسمه حياً نابضاً في ضمير الأمة و أجيالها المتعاقبة. فحينما تدرس سيرته تذكره بإعجاب و إكبار وتقرن به جليل الصفات و عظيم المواهب .
- إنه من يسلك الشيطان فجاً غير فجه, الزاهد وبين يديه الغالي والنفيس _ إنه الوقاف عند كتاب الله _ لا تمر به الأمور مهما صغرت دون أن ينظر فيها ويستلهم العبرة منها ويجني الثمر المرجو من ثمارها. إنه القيم والمثل بعينها.
كنيته وألقابـه رضي الله عنه :
لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق في أول يومٍ في إسلامه قائلاً له : أنت الفاروق ليفرق الله بك بين الحق والباطل أما لقب أمير المؤمنين, فإنه لما مات أبو بكر رضي الله عنه وكان يدعى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المسلمون : من جاء بعد عمر قيل له : خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطول هذا . ولكن أجمعوا على اسم تدعون به الخليفة , يدعى به من بعده من الخلفاء , فقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن المؤمنون وعمر أميرنا , فدعي عمر أمير المؤمنين فهو أول من سمي بذلك (الطبقات الكبرى لابن سعد )
وبذلك يكون عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من سمي بأمير المؤمنين وأنه لم يسبق إليه , وإذا نظرنا في كلام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نجد أن جميعهم قد اتفقوا على تسميته بهذا الاسم وسار له في جميع الأقطار في حال ولايته . ( المستدرك ) وقال الذهبي صحيح ) .
كنيته :
كنّاه النبي صلى الله عليه وسلم بأبي حفص وذلك يوم بدر وحفص نسبة إلى شبل الأسد, وقيل إنه سمي أبا حفص نسبة إلى ابنته حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها .